تجارب
واقعية: ضحية الزواج المتعثر
بداية أحكي لكم ما شاهدته مع أنني لا أعلم حقيقة ما حدث
لي
، وفيما إذا كان واقعاً أم حلماً ؟! ولكن ما آل اليه حالي في النهاية هو
ما جعل حلمي ينبئني بأنه حدث بالفعل، كنت بعمر 15 سنة ، علماً أنني الابنة
الوحيدة في عائلتي ولدي أخ يكبرني وآنذاك كان يعمل في بلد لآخر بينما تعمل
أمي مدرسة ونظراً لإقتراب فترة الإمتحانات في نهاية الفصل الدراسي فقد طلبت
أمي مني ذات مساء عدم الذهاب إلى المدرسة غداً والجلوس بدلاً من ذلك في
المنزل للمذاكرة والتحضير للإمتحانات إلى أن تأتي من عملها كما أخبرتني
بأنه علي أن أغلق الباب خلفها لدى مغادرتها البيت صباحاً عندما تذهب
لعملها.
امرأة مجهولة في الحمام
أتى الصباح ولم توقظني أمي ، ولكنني
استيقظت من نومي و أوصدت الباب الخارجي واذا بي أسمع صوتاً يصدر من الحمام ،
كأن أحداً يقوم بالإستحمام فذهبت لاسأل :"من هناك ؟!" ، لكن لم أتلق أية
إجابة وفجأة دب الرعب في قلبي وفتحت الباب فوجدت امرأة ترتدي السواد و
وتدير ظهرها لي بينما كان الماء ينسكب عليها ، فقلت لها دون تفكير :" أنتِ
.. أنتِ ؟! " ، كما لو كنت أعرفها و لكني لا اريد نطق اسمها وظلت أجري في
الشقة وأسمع من خلفي صرير الأبواب و الشبابيك تنغلق و صوت الستائر تشد على
مواسيرها واسمع دبيب أقدام خلفي وأنا احاول فتح باب الشقة دون جدوى و جريت
باتجاه الشرفة وشددت بابها حتى انفتح فجأة إلى أن وجدت نفسي فيها وفجأة
استيقظت وأنا على أرض الشرفة ، تملكني رعب شديد حتى أنني لم أستطع الدخول
إلى الشقة مرة أخرى وعندما نظرت في ساعة يدي وجدت أنه لم يمر اكثر من 10
دقائق على خروج أمي لعملها. عندما عادت أمي وأخبرتها بما حدث فسرته على أنه
حلم أو كابوس ، قررت عندئذ عدم التغيب عن المدرسة مرة خوفاً من أن أمر
بتجربةرهيبة مثلها ،و ظل الحلم في داخلي ، لا أعلم هل كان حقيقة أم مجرد
حلم إلى أن كبرت وتخرجت من الجامعة و بتقدير عال ومن كلية مرموقة .
رفض مجهول لإتمام الزواج
كان كلما تقدم لي عريس بهدف الزواج
أرفضه تماماً دون إبداء الأسباب حيث كانت تنتابني حالة من الهياج المجهول،
آنذاك كانت أمي تمر بحالة مرضية جسدية ففسرت رفضي للزواج بأنه رغبة مني في
عدم تسببي في تفاقم مرضها ، كان يبدو لي سبباً ظاهراً من دون الإفصاح عنه ،
وبدأت أقوم بمشروع خاص بالإضافة إلى عملى فى الحكومة بمركز عالي وأنا
مازلت صغيرة على هذا الكم من النجاحات حتى صرت بالنسبة لأهلي أعجوبة وبنت
بمائة رجل كما يقولون وتفعل ما لا يفعله الرجال حتى جرى بي العمر.
عندما أصبحت بعمر 28 سنة وافقت على عريس
تقدم لي رغم أنه يكبرني بــ 18 عاماً وبدون مقدمات مع استغراب كل المحيطين
بي فأنا حسناء برأيهم و صغيرة و ناجحة جداً وأشغل مركز مرموق ولقب وظيفي
يتمناه كثيرون ، وهكذا أتممت كتب كتابي بسرعة غريبة وتحدث المفاجأة في
اليوم الذي تلاه مباشرة ويتم الإنفصال بالطلاق دون إبداء اي سبب واضح وآخذ
لقب مطلقة بعد مرور ساعات من كتب الكتاب، بكيت قليلاً لإحساسي بالفضيحة
وشماته الناس لكن ما أن تمر عدة أيام حتى أستسلم وأقر بأنه كان أمراً
صائباً .
وبعد عدة أعوام قليلة يتقدم لي أحدهم،
كان يلاحقني كثيراً راغباً في الزواج مني ولكنني كنت أرفضه فيعيد الكرة
ثانية وثالثة ورابعة وخامسة وتمرض أمي مرضاً شديداً فأوافق لارضائها و بدون
مقدمات، بعد الموافقة مباشرة تنقل أمي إلى المستشفى ومن بعدها نعود للمنزل
فتموت فيه مباشرة . افكر ثانية فى تركه لكن شيئاً ما يجعلني أكمل معه
،علقته معي عامان وكنت رافضة لإتمام الزواج ، وأثناء تلك الفترة كنا نمر في
أوقات تصالح وإختلاف يتخلله رغبة عارمة بأن أكون منعزلة لوحدي وبالفعل اظل
وحدي بالشقة حتى أن خطيبي حدد موعد زواجنا من دون اخباري خوفا من تراجعي
في الموعد ، الأغرب انني لا اتذكر يوم حفل زفافي كأنه كان حلماً وكنت أجد
نفسي مشاهدة ولست التي تزوجت، كما لا أتذكر اي ترتيبات له وعندما ارى صور
حفلة الزفاف أشعر أنها لقطات من حلم .
تفسير " الشيوخ" والطبيبة
النفسية
بدأنا نلجأ إلى " الشيوخ " في الخفاء
بعيداً عن معرفة الأهل حيث فوجئت بأنني لحظة قراءة الآيات القرآنية علي
أنتفض من مكاني حتى أن جسدي يعاندني ويتحرك عكس إرادتي وأنا أبكي بحسرة على
نفسي كما لو كنت أبكي أحداً آخر، وأظل أرمي جسمي على الأرض و أتلوى عكس
رغبتي وعكس الحركات الطبيعية ، ومن بعدها يغلبني نوم مفاجئ أظل فيه لأيام
تتخللها عدة دقائق من اليقظة فقط ، مع العلم أنني اصلي وأصوم وأرعى المسنات
فى الدار وأحب الله ورسوله وأعمل على طاعته، وكثيرون يقولون بأن لدي شيء
لله ، ولطالما دعت أمي حتى أنه في لحظات إحتضارها الأخيرة وقبل أن تنطق
الشهادة دعت لي كثيراً لطاعتي لها ولأبي وصبري على الإبتلاءات و التعامل
معها بالرضا .
فسر الشيوخ حالتي بأنني " معشوقة
من جنية " وليس جني لأنني لا أشعر بما تشعر به المعشوقة من ذكر الجن
كالإحتلام و غيرها بل فقط أشعر بعدم الرغبة في إتمام الزواج بالتشنجات و
الصراخ و البكاء الحاد دون احساس مني بذلك و برغم حبي الشديد لزوجي ورغبتي
الدائمة بالتقرب له و عمل ما يرضيه .. لكن عند هذا وأفقد كل عقلي و مشاعري
ولا أتم شيء حتى أنني قمت بأخذ منوم لكن دون جدوى فزوجي قال لي أنه فشل
ايضاً بسبب أنني بدوت بقوة شديدة وأنا نائمة وتذكرت الحلم فجأة وربطته بما
يحدث لي.
اقرأ يومياً جزء من القرآن ،
وأصلي فروضي فى موعدها وقيام الليل أحياناً كثيرة، ودائماً أحمد الله
استغفره و أكبر وأسبح لرب العالمين وأصلي على النبي كلما أصبحت لوحدي أو
دون إنشغال على امل أن يتم الله شفائي مما انا فيه ، ولزيادة احساسي بأنني
عقلانية فقد قمت بزيارة طبيبة نفسية والتي قالت بأنني لست مريضة و ليس لدي
رهاب من الزواج و لا شيء من هذا القبيل.
-
لا أخفي عليكم أنه رغم مرور 9 اشهر لحد الآن ومازلت " آنسة "
، ليس في زوجي مشكلة و لكن المشكلة بي حيث انني لا أرغب تماماً في إكمال
الزواج المشهر امام الله والناس ولا أظهر أنني في قمة السعادة والهناء أمام
كل من هم حولنا.
ترويها سمسمة (33 سنة) - مصر
ملاحظة
نشرت تلك القصة وصنفت على أنها واقعية على ذمة من يرويها دون
تحمل أية مسؤولية عن صحة أو دقة وقائعها.